في الكلام على الأصل في علم الحروف
--------------------------------------------------------------------------------
التحفة الأولى : في الكلام على الأصل في علم الحروف
هذا الفن هو البسط و تقديم المطلوب و العمل بعده و الطالب آخرا ثم التكسير حرفا بحرف يسارا و يمينا إلى أن يعود الأول و إثباته نفع بلا ضرر فأن منه استخراج الطبع و يكون السطر العائد في التكسير و الأول في معنى الدائرة المحيطة و إخراج الأعوان من نفس اسم المطلوب أحق من استخراجه من الموازين و أولى. و القسم من أسطر التوليد رباعيا و هو الأولى في الخير و خماسيا و هو الأولى في الشر.
فإذا رأيتم شيئا من كلام الحكماء مذكورا فيه مطلوب و عمل و طالب فلا بد في ذلك من أعوان و قسم ورقم ووقت و زايرجة و طالع للعمل الدائم و دخنة.
علم الوقت اللائق بكل عمل لأنه مبدأ كل عمل
فأول ساعات السعد الساعة الأولى من يوم الأحد و الاثنين و الخميس و الجمعة فأن فاتت الأوائل فالثوامن أو ما مر فيها كوكب سعيد، لكن يراعي الكوكب المناسب طبعه لطبع العمل المطلوب و أوقات عمل الشر ما عدا ذلك.
و اعلموا أن الكواكب السبعة السيارة تمر في كل يوم و ليلة فلا يتوقف الطالب على يوم بعينه بل كل ساعة يمر كوكبها يعمل فيها العمل اللائق بذلك الكوكب و إذا كانت كواكب السعد صاعدة كان أبلغ في أعمالها و إذا كانت كواكب النحس هابطة كانت أبلغ في أعمالها و انتقال ذلك المطلوب.
و لا يخفى أن الزايرجة للأعمال هي معادن الكواكب فكل عمل نسب إلى كوكب عمل في معدنه إن أريد دوامه أو في طبع ذلك الكوكب من غير المعادن.
اعلموا أن الكواكب السبعة و حروفها و معادنها و أملاكها و كذلك طبائع هذه الكواكب أربع طبائع و تسمى العناصر الأربعة و أشرف ما في الموجودات الثمانية و العشرون حرفا، مفردها و مركبها و اعلموا أن هذه الأحرف تتجزأ على أربعة أجزاء كل جزء منها سبعة أحرف لطبع من العناصر الأربعة : ا ه ط م ف ش ذ و هو طبع النار، ب و ى ن ص ت ض و هو طبع الأرض، ج ز ك س ق ث ظ و هو طبع الهواء، د ح ل ع ر خ غ و هو طبع الماء، فإذا خرج الطبع الغالب من عمل من الأعمال و هي حروف الزوايا و الوسط فانظروا أي الحروف أكثر فانسبوا تلك الحروف إلى الجزء المنسوب إليها، فحكم ذلك العمل ذلك العنصر الغالب، هذا إذا وافق الأعمال و إلا إذا كان العمل خيرا و خرج طبعه البرودة و اليبوسة فلا يكون هذا طبع العمل بل إنكم تبسطون تلك الحروف أعني المستخرج منها الطبع بالمركب الحرفي فأن وافق العمل و إلا فابسطوها أعني الحروف الأول بالمركب العددي ثم استخرجوا منه الطبع.
و اعلموا أن أجزاء الحروف الأربعة المسماة بالعناصر أول حرف منها يسمي مرتبة و الثاني درجة و الثالث دقيقة و الرابع ثانية و الخامس ثالثة و السادس رابعة و السابع خامسة، و كل مرتبة من هذه من هذه المراتب السبعة أقوى مما تحتها، و إذا لم يخرج طبع يوافق العمل الذي قصدتموه فانظروا في المراتب فإن لم توافق العمل فانسبوا العمل لطبعه حارا كان او باردا و رطبا كان أو يابسا، و المراد بإخراج الطبع أن تكون حروف الزوايا و الوسط لأن حروف الزوايا في معنى أطراف المطلوب و الوسط في معنى الفؤاد منه و هو أصل في كل عمل لأجل تكعيبه و استنطاقه، فإذا عرفتم الطبع الغالب على أعمالكم فنظروا إلى المعادن المنسوبة إلى الكواكب فافعلوا العمل في تلك المعادن إن أمكن وجودها و إلا ففيما يقوم مقامها.
و أذكر كيفية وضع موازين الأعمال و ذلك تأخذون أوائل السطور الطولانية يمينا على حدتها و يسارا على حدتها و تجمعون أرواحها أي أعدادها و تثبتون كلا في جهته بقلم الأعداد و استنطقوا ذلك العدد و أضيفوا إليه أييل.
التحفة الثانية : في اختيار الأوقات و الكلام على الكواكب و معادنها و حروفها
اعلموا أن الكواكب السبعة السيارة هي : زحل و المشتري و المريخ و الشمس و الزهرة و عطارد و القمر ، على ترتيب الأفلاك.
أذكرها لكم على ترتيب الأيام لسهولة الحفظ و معرفة الأعمال المحفوظة المخصوصة بها.
يوم الأحد و الكوكب المخصوص به الشمس و هذا الكوكب سعد محض، معدنه الذهب ن و يقال أن أول الدنيا يوم الأحد و هو نقطة الحمل، و أما طبعه حار يابس و كذلك طبع الشمس و له من الحروف ابتداؤها و هو حرف الألف و له من المنازل النطح، و هذا الحرف يسمى مرتبة و له عمل يختص به.
و أما يوم الاثنين فكوكبه القمر و هو حار رطب سعيد إذا كان متصلا بالكواكب السعيدة و له من الحروف الياء و إن كانت باردة يابسة فهي لترتيب الحروف على الأيام و له من المنازل البطين.
و أما يوم الثلاثاء فله من الكواكب المريخ و هو نحس محض حار يابس و له من الحروف الياء و هي درجة النار و أما المنزلة فهي الثريا.
و أما يوم الأربعاء فله من الكواكب عطارد و هو كوكب طبعه الامتزاج و قبول كل طبع سعد مع السعود و نحس مع النحوس ممتزج بالذكورة و الأنوثة و له من الحرف الدال .
و أما يوم الخميس فله من الكواكب المشتري و هو بارد رطب سعد محض و له من الحروف الحاء و هي درجة الماء و له من النازل الهقعة.
و أما يوم الجمعة فله من الكواكب الزهرة و هي حارة يابسة، مائلة إلى الرطوبة لأنوثتها ، و لها من الحروف حرف الواو ، و من المنازل الهنعة.
و أما يوم السبت فله من الكواكب زحل و هو بارد يابس و هو نحس محض ، و له من الحروف حرف الزاي، و من المنازل الذراع.
القمر له معدن الفضة، و المريخ له الحديد، و عطارد له الزيبق، و المشتري له الآنك، و الزهرة النحاس و زحل الأسرب و أما أوفاق هذه الكواكب : فالشمس لها الوفق المسدس و القمر المتسع و المريخ المخمس وعطارد المربع و المشتري المثمن و الزهرة المسبع و زحل له الوفق المثلث، فاذا خرج الطبع الغالب من عمل فانسبوا ذلك العمل إلى كوكبه يخرج لكم زايرجة العمل من معدن ذلك الكوكب.
هذا من كتاب للبوني بدايته الأصول و الضوابط المحكمة ، شديد الإيجاز ، لا يفهمه إلا من أحاط بالموضوع جيدا و لذلك كتبت منه أشياء السطر منها يحتاج إلى أوراق لفهمه و كأنها فهرس لكتاب لم يكمل.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا علم لا يقتصرعلى العرب وحدهم بل هو نفسه عند كثير من الأمم و كأن أصله من اليهود عبر مصر و قيل قبل مصر من الهند و الفرق في القسم كل حسب دينه. ونجد في بعض المسائل القسم بعبارات أعجمية مثل " آدوناي آل شداي أصباؤوت" و هي أسماء معروفة عند اليهود أولا وعند النصارى من بعدهم كأسماء حسنى.