ومن اضر شيى على المريد طلبه للكرامات وخوارق العادات

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن اضر شيء على المريد الروحانى طلبه للمكاشفات واشتياقه إلى الكرامات وخوارق العادات، وهي لا تظهر له مادام مشتهيا لظهورها لأنها لا تظهر إلا على من يكرهها ولا يريدها غالبا.

وقد تقع لطوائف من المغرورين استدراجا لهم وابتلاء لضعفة المؤمنين، وهي فى حقهم إهانات وليست كرامات، إنما تكون كرامات إذا ظهرت على أهل الإستقامة، فإن أكرمك الله أيها المريد الروحانى بشي منها فاحمد الله سبحانه وتعالى عليه.
ولا تقع مع ماظهر لك ولا تسكن إليه، واكتمه ولا تحدث به الناس، وإن لم يظهر لك منها شيئ فلا تتمناه ولا تتأسف على فقده.
واعلم أن الكرامة الجامعة لجميع أنواع الكرامات الحقيقيات والصوريات هي الإستقامة المعبر عنها بامتثال الاوامر واجتناب المناهي ظاهرا او باطنا، فعليك بتصحيحها وإحكامها تخدمك الأكوان العلوية والسفلية خدمة لا تحجبك عن ربك ولا تشغلك عن مراده منك.
اخى المريد الروحانى ان هذه الرسالة مفيدة لك لا تطلب الخوارق والكارامات ولا تحزن اذا لم تظهر معك فيكفيك من الكرامة الإستقامة على هذا الدين وطاعته لله وما دام انت تتمنى ذلك وتريدها لن تلقاها أبدا اخلص عملك لوجه الله واعبد الله خوفا منه واجلالا له وليس لانت تطمع فى الروحانيات او الكرامات والسلام.

ولا تظن كل من له خوارق العادات ولي او صالح فكم من السحرة والدجالين والمخرفين والمشعوذين وغيرهم اظهروا خوارق العادات فاعتقد الجهال فيهم الصلاح والولاية انما كان استدراج واهانة لهم ففرقوا بين السحرة والولاية ان الروحانيات والخدام يستخدمهم الصالح يعنى الولى ويستخدمهم الطالح يعنى الساحر لكن الفرق بان الولى يسخرهم له ربنا سبحانه عن طريق الاوراد والذكر بعد ان يعلم الله مافى قلبه من الإخلاص ويسخر له من الملائكة من يخدمه فى طاعة الله بل كل الكون يخدمه اما الساحر فياتى بهم عن طريق الكفر والشرك ويسخرهم له ربنا الشياطين والسفليين ثم يقتلونه بأنفس>
ولا تنوسنا من الدعاء