بسم الله الرحمن الرحيم
اول شيء يبدا به المريد الروحانى بعد
واول شيء يبدا به المريد الروحانى فى طريق الله
تصحيح التوبة الى الله تعالى من جميع الذنوب وإن كان عليه شيء من المظالم لاحد من الخلق فليبادر بأدائها إلى أربابها ان أمكن والا فيطلب الإحلال منهم، فإن الذي تكون ذمته مرتهنة بحقوق الخلق لا يمكنه السير الى الحق.
وشرط صحة التوبة صدق الندم على الذنوب مع صحة العزم على ترك العود إليها مدة العمر، ومن تاب عن شيء من الذنوب وهو مصر عليه أو عازم على العود عليه فلا توبة له.
وليكن المريد الروحانى على الدوام وفى غاية من الإعتراف بالتقصير عن القيام بما يجب عليه من حق ربه، ومتى حزن على تقصيره وانكسر قلبه من اجله فليعلم أن الله عنده إذ يقول سبحانه: أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلى.
وعلى مريد الروحانى أن يحترز من أصغر الذنوب فضلا عن أكبرها اشد من احترازه من تناول السم القاتل، ويكون خوفه لو ارتكب شيئا منها لعظم من خوفه لو أكل السم. وذلك لان المعاصي تعمل فى القلوب عمل السم فى الأجسام، والقلب أعز على المؤمن من جسمه بل راس مال المريد الروحانى حفظ قلبه وعمارته.
والجسم غرض للأفات وعما قريب يتلف بالموت ، وليس فى ذهابه الا مفارقة الدنيا النكدة النغصة، وأما القلب أن تلف فقد تلفت الأخرة، فإنه لا ينجو من سخط الله ويفوز برضوانه وثوابه الا من اتى الله يقلب سليم.
لا تنسونا من الدعاء ان شاء الله تستفيدوا