نقلت لكم هذه الفقره من منتدى على ما اذكر اسمه شمس الانوار ان لم تخني الذاكر لعل الله ينفعنا واياكم بمكنونها
*************--
كان لنا بمرشانة الزيتون ببلاد الاندلس صاحب من الصالحين يعلم القرآن فقيها جيدا حافظا ذا ورع وفضل وخدمة للفقراء اسمه عبد المجيد بن سلمة اخبرني وفقه الله قال : بينما أنا ليلة في مصلاي قد أكملت حزبي وجعلت رأسي بين ركبتي أذكر الله إذ تحسست بشخص قد نفض مصلاي من تحتي وبسط عوضا عنه حصير خصف وقال : صل عليه , وباب بيتي علي مغلق , فداخلني منه جزع فقال لي : من تأنس بالله لم يجزع , ثم قال لي : اتق الله في كل حال , ثم اني ألهمت فقلت : يا سيدي بماذا تصير الأبدال أبدالا ؟ قال بالأربعة التي ذكرها أبوطالب في القوت , الصمت والعزلة والجوع والسهر , ثم انصرف عني ولا أعرف كيف دخل ولا كيف خرج , غير أن بابي على حاله مغلق والحصير الذي أعطانيه تحتي , وهذا الرجل هو من الأبدال واسمه معاذ بن اسوش رضي الله عنه , فهذه الأربعة التي ذكرها هي عماد هذه الطريق الأسنى وقوائمه , ومن لاقدم له فيها ولا رسوخ فهو تائه عن طريق الله تعالى , وغرضنا في هذه الكراسة الكلام في الفصول الأربعة وسنفرد لكل واحد منها فصلا ونذكر ما تعطيه من المعاني والأحوال , جعلنا الله وإياكم ممن تحقق بها وداوم عليها إنه على ذلك قدير