بسم الله الرحمن الرحيم
وكن ايها المريد الروحانى فى غاية الإعتناء باقامة الصلوات الخمس بإتمام قيامهن وقراءتهن وخشوعهن وركوعهن وسجودهن وسائر أركانهن وسننهن واشعر قلبك قبل الدخول فى الصلاة عظمة من تريد الوقوف بين يديه جل وعلا، واحذر أن تناجى ملك الملوك وجبار الجبابرة بقلب لاه مسترسل فى أودية الغفلة والوساوس جائل فى ميادين الخواطر والأفكار الدنيوية فتستوجب المقت من الله ، والطرد عن باب الله.
وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إذاا قام العبد الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فإذا التفت غلى ورائه يقول الله تعالى
ابن آدم التفت إلى من هو خير له منى، فإن التفت الثانية قال مثل ذلك فإن التفت الثالثة أعرض الله عنه.)
فإذا كان الملتفت بوجهه الظاهر يعرض الله عنه فكيف يكون حال من يلتفت بقلبه فى صلاته إلى حظوظ الدنيا وزخارفها، والله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الأجسام والظواهر وإنما ينظر إلى القلوب والسرائر.
واعلم أن روح جميع العبادات ومعناها إنما هو الحضور مع الله فيها، فمن خلت عبادته عن الحضور، فعبادته هباء منثورا.
ومثل الذي لا يحضر مع الله فى عبادته مثل الذي يهدى إلى ملك عظيم وصيفة اي خادمة ميتة او صندوقا فارغا، فما أجدره بالعقوبة وحرمان المثوبة.
احضر مع الله فى اورادك واترك الوساوس والخواطر وكن مع الله يكن معك
والسلام