بسم الله الرحمن الرحيم
اخوانى الاعزاء ان شاء الله ساشرح لكم قصيدة للشيخ أحمد بن علانوهي فى تزكية النفس وتربيها وفى التصوف وكيفية السلوك الى الله
قال الناظم رحمه الله:
من ذاق طعم شراب القوم يدريه## ومن دراه غدا بالروح يشريه
ولو تعوض ارواحا وجاد بها ## فى كل طرفة عين لا يساويه
الشرح:
من ذاق طعم شراب القوم يدريه## ومن دراه غدا بالروح يشريه
اي من تحلى باخلاق القوم وسار بسيرهم باصلاح ظاهره وباطنه بأن جعل ظاهره موافقا للشريعة وباطنه متمسكا بالطريقة أشرقت عليه حينئذ أنوار الحقيقة وصارت مقامات القوم واحوالهم له غذاء يذوق طعمه وشرابا يروى غليله ودواء يشفى عليله فإذا ذاق طعم شراب القوم على هذا الوصف ورآاه أقبل عليه بكليته وشراه بروحه كما قل بعضهم:
لو ان روحي فى كفى وجدت بها ## على البشير بكم يامرهم العلل
ماإن وفيت ببعض من حقوقكم ## وصرت فى عدم الإنصاف فى خجل
البيت الثانى:
ولو تعوض ارواحا وجاد بها ## فى كل طرفة عين لا يساويه
الشرح:
اي ولو تعوض ذلك الباذل روحه فى شراب القوم اي الصوفية الحقيقيين ارواحا وجاد بتلك الارواح التى تعوضها فى كل لحظة اي لايزال يجود بأرواحه فى كل حين ويبذلها فى ثمن ذلك الشراب لايساوى مايبذله مايطلبه.
ولله در القائل:
مايعرف الشوق الا من يكابده ## ولا الصبابة الا من يعانيها
وكيف يساوي مايبذله مايطلبه وهو يطلب الغاية التى هي منتهى الغايات ومنية العارفين التى قصرت عنها العبارات والإشارات كما قل فى الحكم(ليس العارف من اذا اشار وجد الحق أقرب اليه من اشارته بل العارف من لا اشارة لفنائه فى وجوده وانطوائه فى شهوده.