اول الطريق وآخرها
بسم الله الرحمن الرحيم
واعلم ايها المريد الروحانى أن أول الطريق صبر وآخرها شكر، واولها عناء وآخرها هناء، واولها تعب ونصب وآخرها فتح وكشف ووصول الى نهاية الأرب، وذلك معرفة الله والوصول اليه والأنس به والوقوف فى كريم حضرته مع ملائكته بين يديه، ومن أسس جميع أموره على الصبر الجميل حصل على كل خير ووصل الى كل مامول وظفر بكل مطلوب.
واعلم ان النفس تكون فى أول الامر أمارة تأمر بالشر وتنهى عن الخير، فإن جاهدها الإنسان وصبر على مخالفة هواها صارت له لوامة، متلونة لها وجه إلى المطمئنة ووجه الى الأمارة فهي مرة هكذا ومرة هكذا، فأن رفق بها وسار بها يقودها بأزمة الرغبة فيما عند الله صارت مطمئنة تأمر بالخير وتستلذه وتانس به، وتنهى عن الشر وتنفر عنه وتفر منه.
وصاحب النفس المطمئنة يعظم تعجبه من الناس فى إعراضهم عن الطاعات مع مافيها من الروح والأنس واللذة، وفى إقبالهم على المعاصي والشهوات مع مافيها من الغم والوحشة والمرارة، ويحسب أنهم يجدون ويذوقون فى الأمرين مثل مايجد ويذوق ثم يرجع الى نفسه ويذكر ماكان يجد من قبل فى تناول الشهوات من اللذات وفى فعل الطاعات من المرارات فيعلم انه لم يصل إلى ماهو فيه إلا بمجاهدة طويلة وعناية من الله عظيمة.
فقد علمت أن الصبر عن المعاصي والشهوات وعلى ملازمة الطاعات هو الموصل إلى كل خير والمبلغ إلى كل مقام شريف وحال منيف، وكيف لا وقد قال سبحانه وتعالى( يا أيها اللذين اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
وقال تعالى( وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى اسرائيل بما صبروا) وقال ( وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)
وفى الحديث( من اقل ما اوتيتم اليقين وعزيمة الصبر ومن اوتى حظه منهما فلا يبالى بما فاته من قيام الليل وصيام النهار)
اخى الكريم المريد الروحانى عليك بالصبر فى ترك الشهوات وفعل المعاصي والاوراد لن تصل الى ماتريد الا بالصير والتحمل وعليك بالنفس الامارة ومخالفة هواها تنجح والا لم تنجح ان النفس حلوة لكن من خالف هواه واجتهد فاز بالسر والاسرار والانوار قال تعالى ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي الماوى).
والسلام
لا تنسونى من الدعاء
التوقيع :
إن رمت وكشف السر فالجأ لعلمنا # ففى العلم منظار لما هو مقبلا
يقول عبيد الله( ..........) إنى # قطب الزمان حقيقة ياسائلا
ولست ازكي النفس بل متحدث # بنعمة ربي قول صدق فى الملا
هدانى وعلمنى إلهى وخالقي # وعرفنى مافى اللوح حالا ومقبلا
ولسنا نذيع السر إلا بامره # فكل شيء بالمقادير ينزلا