التقليد والاجتهاد/ والعرفان والروحانيات
--------------------------------------------------------------------------------
الاجتهاد
الاجتهاد : هو استنباط الحكم الشرعي من مداركه المقررة , القران والسنة المتطابقة مع القران او مع مدارك العقل ( العلم والحكمة ) .
يكون الاجتهاد واجبا على من يجد في نفسه القدرة عليه أي عندما تظهر لديه بوادرامتيازه على باقي الناس بالذكاء الخارق والبديهية السريعة التي لاتتم الا من ولي التوفيق العالم غير المعّلم الله عز وجل فيكون علمه حينذ مسموعا وليس مطبوعا لان العلم المطبوع من اختصاص الأنبياء والاوصياء (ع) كما قال الإمام علي (ع) في نهج البلاغة : العلم علمان علم مطبوع وعلم مسموع ولا يكون المسموع اذا لم يكن المطبوع ؛ وامّا الذين غلقوا باب الاجتهاد فلا اعتقد إن هناك مبرر لذلك فقولهم لكي نغلق باب الفتنة فهذا مردود عليهم لان الاجتهاد وطلب العلم لم يكن في أي زمن من الازمان فتنة بل كان رحمة للعالمين وان الذين غلقوه لعصبيّتهم لان هناك فقهاء منهم اجتهدوا فاتفقت فتواهم مع فقهاء من طائفة ثانية كانوا يكرهوهم فخافوا على حزبهم المؤسس في المستقبل إن يندمج مع الحزب الاخر فيرجع الاسلام واحدا فيهدم ما بنوه , فما هو المانع من إن طالب العلم يدرس هذه العلوم فيصبح مجتهدا , اللغة والنحو والبلاغة والتفسير والصرف واصول الفقه من منابع الكتب الاسلامية وطرق الاستنباط ( لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) 82 النساء . وقد نقف قليلا عند نقطة اصول الفقه من منابع كتب الحديث الاسلامية فبعض من العلماء اوقف هذه الطريقة معتمدا على علماء استخلصوا اصول الفقه من الكتب الاسلامية لانهم في زمانهم كانوا اعلم الموجودين وهذا ليس مبررا لان الله تعالى يقول) وفوق كل ذي علم عليم ) والحديث الذي ذكرناه في موضوع التقليد حيث إن الانسان العادي يحمل حديثا لايدري به الافقه فكل انسان غير معصوم معرض للغفلة والنسيان ( فرب حامل فقه إلى من هو افقه منه ) فهم يعرفون ما ذكرناه في الآية الاولى والحديث لكنهم يعتقدون إن اؤلئك العلماء هم من الاولياء الاخفياء كيف عرفوا انهم من الاولياء بقياس ظهور ما يسّمونه الكرامة وبقياس العلم , فنقول فاما الكرامة فلا تحصر الا في من ظهرت عليه صفات الاولياء التي ذكرها الإمام موسى الكاظم (ع) : الحلم والدعاء والعفو والسخاء والحفظ والصبر والحكمة والنشاط والتوكل والمعروف , اضافة إلى العلم المطلق أي ليس فقط علم الفقه بل يلحقه باقي العلوم الطبيعيه فالعالم الذي عنده فقط علم الفقه لايشمله الحديث والعالم الذي عنده جميع الصفات الا واحدة كذلك لايشمله الحديث ,فارجو ممن يحمل في عنقه طهارة الاسلام إن لايتبع ما الفى عليه غيره .
فيدخل فيمن ذمهم الله في هذه الايات ( بل نتبع ما الفينا عليه آباءنا او لو كان آ باءهم لايعقلون) 66-67-68 الاحزاب ( وقالوا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا ) وقد فسّرنا هاتين الايتين في موضوع التقليد ,
الراي والقياس
ام
الاستنباط
قد ذم القران الحكيم الراي والقياس في الايات التي تخص ابليس قبل إن يصبح شيطانا , فهو اول من وقع في فتنة القياس في قوله تعالى: ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) اذ إن ابليس(لع) قاس كينونة النار بالطين ولم يخضع للمولى عز وجل في امره فغاب عليه ولم يتفطن لاستعلاءه في نفسه التي دعته للقياس ؛ فعصى وكان عصيانه كفرا لأنه كان بمنزلة الملائكة في العبادة فلو إن القياس مشروع في الدين لجاز السجود لغير الله على اثر الآية ( واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا ) فالقياس في الامور المعنوية مظل ولايؤدي إلى الصواب لكنه في الامور المادية كالعلوم الطبيعية مثل الفزياء والكيمياء والرياضيات جائز وفيه الصواب فليس لنا طريقة في استخراج الحكم الشرعي الا الاستنباط عن قوله تعالى لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) 82 النساء والاستنباط هو استخراج الحكم الشرعي بمدارك العقل ( العلم والحكمة ) ويتم ذلك بحصر الشبهات بالظابط العلمي المستخلص من القران والسنة النبوية وهناك الاستنباط المباشر الذي هو من القران وهناك الاستنباط غير المباشر من السنة التي تطابقت مع القران ؛ وقد مرّت على احد العلماء قصة مع الإمام الصادق (ع) في هذا الأمر وبعد إن رحّب به الإمام واجلسه في مجلسه سأله كيف تفتي الناس قال بالراي والقياس .
فقال (ع) : ففتني ايها اعظم عند الله القتل ام الزنى ؟
فقال : بل القتل
فقال (ع) : فكيف رضي الله سبحانه بشاهدين في القتل ولم يرضى في الزنى الا باربعة .
وقال (ع) : ففتني الصلاة افضل ام الصيام ؟
قال : بل الصلاة افضل .
فقال (ع) : إذن يجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام وقد اوجب الله تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة .
فقال (ع) : ففتني ايضا المني اقذر ام البول ؟
فقال : انما انا صاحب راي واقول البول اقذر .
فقال (ع) : يجب على قياسك إن يوجب الغسل من البول دون المني وقد اوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول .
فقال العالم : لا احكم بالراي والقياس في دين الله بعد هذا المجلس .
العرفان
إن من اهم الشبهات التي وقع بها بعض العلماء هي العرفان ومعناه السبيل إلى معرفة الله فقسموا الوصول إلى هذه المعرفة إلى قسمين قسم ياتي عن طريق الرؤيا فيرى المريد عباد الله الصالحين ويعطوه تسابيح توصله إلى هذه المعرفة ، والقسم الثاني هو التعلم على يد معلم يعطيه التسابيح لكي يخرج إلى العالم غير المادي عالم الجن والملائكة فيصل بعدها إلى المعرفة؛ لو تتبعنا اول خطوة وهي معرفة الله لنجد إن الله تعالى عرّف نفسه بنفسه من خلال آثاره التي تركها في الطبيعة فنحن نرى آثار عظمته وبداعته وقوته وقدرته في السماء وفي انفسنا والنبات والحيوان واما تعريفه الثاني فقد عرّف نفسه بما انزل لنا في القران من خلال وصفه لنفسه بالغفور والرحيم واهل التقوى واهل المغفرة واللطيف والعليم والحافظ ؛ إذن فالله معروف ولا نحتاج لهذه الطرق التي تتعارض مع القران ؛ فالقران ذكر إن الرؤيا للانبياء ومن يخلفهم من الاوصياءلانها احد اسباب التبليغ الالهي ؛ واما الايات في سورة يوسف والتي تذكر ملك مصر والذين كانا مع يوسف (ع) في السجن ما هو الا للدلالة على نبوة يوسف وسيادته حتى يتبين للناس انه خليفة الله في الارض فيتبعوه ؛ واما باقي الايات فانها تتحدث عن الأنبياء (ع) .
1- ( وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس ) سورة الاسراء 60
2- ( اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) سورة يوسف 4 فكان تبليغا ليعقوب (ع) بان السيد الذي بعده هو يوسف (ع) وليوسف مسؤليته.
3- ( قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر) سورة الصافات 102.
فمن هذه الايات البينات يتبين لنا إن طريق الرؤيا ليس لنا بل هو خاص بالانبياء والاوصياء من بعدهم ، اما الطريق الثاني الذي يسلكه المريدون وهو التعلم على يد معلم فيعطيهم تسابيح مرقمة حسب جدول يسمى بحروف الجمل الكبير والصغيرالذي من خلاله يبتكرون عدد التسابيح فنقول لهم إن الله واسع الرحمة لا تحدد رحمته اعداد التسابيح